المعدل الطبيعي للغدة الدرقية للحامل
لمعرفة صحة الغدة الدرقية، يتم الاعتماد على مستويات هرمون TSH في الدم، حيث يعتبر مستوى 0.4 إلى 4.0 مللي وحدة دولية في كل لتر ضمن النطاق الصحي. للأشخاص الذين يخضعون لعلاج مشاكل الغدة الدرقية، يُفضل أن يتراوح مستوى TSH بين 0.5 و3.0 مللي وحدة دولية لكل لتر.
من الضروري التنويه إلى أن المعدلات السابقة هي إرشادية وليست قاطعة. الخروج عن هذه المعدلات لا يُشير بالضرورة إلى وجود مشكلة في الغدة الدرقية، حيث يمكن أن يتأثر الاختبار بعوامل متعددة.
ما هي القيم غير الطبيعية لهرمون الغدة الدرقية tsh؟
عندما تكون نسبة هرمون الغدة الدرقية، المعروف بـTSH، بين 4 و10 مللي وحدات دولية في كل لتر، فهذا يعني أن مستويات هذا الهرمون مرتفعة. هذا الارتفاع يمكن أن يدل على وجود مشكلة خفيفة في الغدة الدرقية تسمى قصور الغدة الدرقية الخفيف. وإذا تجاوزت هذه النسبة الـ10 مللي وحدات دولية لكل لتر، فإن ذلك يكون مؤشراً على الإصابة بقصور الغدة الدرقية بشكل أكثر حدة.
من ناحية أخرى، إذا كانت نسبة هرمون TSH أقل من 0.4 مللي وحدة دولية لكل لتر، فهذا يعكس وجود انخفاض في هذه المستويات. هذا الانخفاض قد يشير إلى حالة تُعرف بفرط نشاط الغدة الدرقية، حيث تعمل الغدة أكثر من اللازم.
كيف يتم فحص النسبة الطبيعية للغدة الدرقية tsh؟
لإجراء فحص هرمون الغدة الدرقية، لا تحتاج إلى استعدادات خاصة قبل الفحص. الأمر الجوهري هو إعلام طبيبك بأي أدوية تتناولها. هناك بعض الأدوية التي قد تؤثر على نتائج الفحص، مثل الأميودارون، الدوبامين، الليثيوم، البريدنيزون، يوديد البوتاسيوم والبيوتين. من المهم عدم التوقف عن أخذ أي دواء دون استشارة الطبيب.
يتم أخذ عينة الدم من ذراعك لتحليلها. بعد الحصول على النتائج، من الضروري مناقشتها مع طبيبك لفهم ما تعنيه وما هي الخطوات التالية.
هل يمكن لنشاط الغدة الدرقية أن يمنع الحمل؟
خلال فترة الحمل، يصبح تقييم وظائف الغدة الدرقية معقدًا نظرًا لتغير مستويات هرمونات الغدة نفسها. بالإضافة إلى ذلك، تتشابه بعض الآثار الجانبية للحمل مع أعراض اضطرابات الغدة الدرقية مثل الشعور بالإرهاق والإمساك ومواجهة صعوبة في التكيف مع التغيرات المناخية. الغدة الدرقية غير المستقرة، سواء كانت قاصرة في وظائفها أو مفرطة النشاط، قد تؤدي لمخاطر الإجهاض في الأثلاث الأولى من الحمل، وقد يكون لها تأثيرات خطيرة على نمو دماغ الجنين ونظامه العصبي. الإجهاض ليس فقط خطرًا على الجنين بل قد يشكل أيضًا خطرًا جسيمًا على صحة الأم، بما في ذلك مخاطر ارتفاع الضغط الدموي الشديد وانفصال المشيمة.
يمكن معالجة هذه الاضطرابات بأمان أثناء الحمل بشرط تشخيصها مبكرًا.
بالنسبة لحساب تاريخ الولادة التقريبي، يُستخدم أسلوب بسيط يعتمد على معرفة تاريخ آخر دورة شهرية. يُعتبر العمر الحملي المحتسب من تاريخ آخر دورة هو الأساس لهذا الحساب، حيث يقوم بحساب الأيام التي مرت من أول يوم في آخر دورة شهرية، مع إضافة 280 يومًا (أو 40 أسبوعًا) إلى هذا التاريخ لتحديد التاريخ المتوقع للولادة.
قصور الغدة الدرقية والحمل
خلال فترة الحمل، يحتاج جسم المرأة لكميات أكبر من هرمونات الغدة الدرقية لتلبية احتياجاتها واحتياجات الجنين. بعض النساء قد تعاني من ضعف خفي في أداء الغدة الدرقية، والذي قد لا يكون واضحًا حتى يتم زيادة الطلب على هذه الهرمونات أثناء الحمل، ما يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على إنتاج الكمية اللازمة وظهور أعراض نقص هرمونات الغدة الدرقية.
من الضروري علاج نقص هرمونات الغدة الدرقية في الحوامل بسرعة للحيلولة دون حدوث مضاعفات مثل خطر الإجهاض أو مشاكل في نمو دماغ وجهاز الجنين العصبي. للأمهات اللواتي تم تشخيصهن مسبقًا بقصور في الغدة الدرقية، يعدل الأطباء جرعة الدواء المعالج، وقد يزيدونها بين 25% إلى 50% بعد التأكد من الحمل. ويستمر مراقبة مستويات الهرمونات خلال الحمل لضمان بقائها ضمن النطاق الصحي.
تأثير نقص الدرقية في صحة الأم والجنين
في الفترة الأولى من الحمل، تلعب هرمونات الغدة الدرقية للأم دوراً مهماً في نمو الجنين، سواء جسدياً أو ذهنياً. تشير الأبحاث إلى أهمية العلاج المبكر لأي نقص في هذه الهرمونات خلال الحمل لتجنب المخاطر على الأم وجنينها.
استهلاك مكملات اليود، سواء قبل الحمل أو في المرحلة الأولية منه إذا كان النقص بسبب عدم كفاية اليود، يمكن أن يحمي من تأثيرات نقص اليود السلبية، مثل تحسين وزن الجنين عند الولادة وتقليل فرصة الوفاة المبكرة أو الولادة المبكرة.
على الجانب الآخر، يمكن أن يؤدي عدم التعامل مع نقص الغدة الدرقية بشكل جيد إلى مضاعفات خطيرة مثل فقر الدم، انخفاض وزن الطفل عند الولادة، الولادة بجنين ميت، الإجهاض، أو تطور ما قبل تسمم الحمل، وهو ارتفاع خطير في ضغط الدم مع وجود بروتين في البول خلال المراحل الأخيرة من الحمل.
علاج الغدة الدرقية خلال الحمل
عند التعامل مع نقص وظائف الغدة الدرقية، يعتبر دواء “ليفوثيروكسين” آمنًا بالكامل على الطفل أثناء الحمل. لذا، يقوم الطبيب بضبط الجرعات بدقة لتلائم المستويات الصحية لهرمون الغدة الدرقية خلال هذه الفترة.
كيف تؤثر جرعات الدواء على الحمل؟
أجرت إحدى الجمعيات العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية بحثا شمل مجموعة من النساء الحوامل اللواتي واجهن ضعفًا في أداء الغدة الدرقية خلال الثلث الأول من فترة الحمل. تتكون هذه المجموعة من 11 امرأة. وقد تم ملاحظة أنه بحلول الأسبوع 22 من الحمل، أو بمعنى آخر خلال الشهر الخامس، كانت مستويات هرمون الغدة الدرقية المعروف باسم “TSH” غير طبيعية لدى هؤلاء النساء.
البحث أوضح أن النساء اللاتي لم يخضعن لأي تعديل في جرعة الدواء المخصص لعلاج قصور الغدة الدرقية شهدن ارتفاعًا في مستويات هرمون “TSH”. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت نسبة 36% من هؤلاء النساء للإجهاض، في حين أن الإجهاض حدث فقط بنسبة 2.4% بين النساء اللاتي زادت جرعات دوائهن.
الاستنتاج الذي توصلت إليه الدراسة يشير إلى ضرورة أن تتلقى الأمهات الحوامل العلاج اللازم لقصور الغدة الدرقية بجرعات مناسبة، وذلك تبعًا لتقدمهن في مراحل الحمل المختلفة. كما أكدت الدراسة على أهمية زيادة الجرعة في وقت مبكر من الحمل للمساهمة في تقليل خطر الإجهاض أو فقدان الجنين.
